اللهم صلِ على محمدوآلِ محمد
سأل الامام جعفر الصادق (عليه السلام) على عهد مروان الحمارعن
سجدة الشكر التي سجدها أمير المؤمنين (ع) ما كان سببها ؟..
فحدّثنيعن أبيه الامام محمد بن عليّ الباقر(عليه السلام ) قال الامام الباقر(عليه السلام ) : حدّثني أبي عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين (ع) ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (ع(
أنَّ رسول الله (ص) وجّهه في أمر من أموره فحسن فيه بلاؤه ، و عظم عناؤه ،فلمّا قدم من وجهه ذلك ، أقبل إلى المسجد ورسول الله (ص) قد خرج يصلّي الصلاة فصلّىمعه .
فلمّا انصرف من الصلاة أقبل على رسول الله (ص) فاعتنقه رسول الله (ص( ،ثم سأله عن مسيره ذلك وما صنع فيه ، فجعل عليّ (ع) يحدّثه وأسارير وجه رسول الله )ص) تلمع سروراً بما حدّثه ،
فلمّا أتى صلوات الله عليه على حديثه قال له رسولالله (صلى الله عليه وآله ) : ألا أُبشّرك يا أبا الحسن (ع) ؟!..
قال عليهالسلام : فداك أبي واُمّي فكم من خير بشّرت به ؟!..
قال رسول الله محمد (صلىالله عليه وآله ) : إنَّ جبرئيل (ع) هبط عليَّ في وقت الزوال ،
فقال لي : يامحمد !.. هذا ابن عمّك عليّ وارد عليك ، وإنَّ الله عزَّ وجلَّ أبلى المسلمين بهبلاء حسناً ، وإنّه كان من صنعه كذا وكذا ، فحدّثني بما أنبأتني به ،
وقاللي :
يا محمد !.. إنّه نجا من ذرية آدم مَن تولّى شيث بن آدم وصيّ أبيه آدمبشيث ، ونجا شيث بأبيه آدم ، ونجا آدم بالله .
يا محمد !.. ونجا مَن تولّى سامبن نوح وصيّ أبيه نوح بسام ، ونجا سام بأبيه نوح ، ونجا نوح بالله .
يا محمد !.. ونجا مَن تولّى إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن وصيّ أبيه إبراهيم باسماعيل ،ونجا إسماعيل بابراهيم (ع) ، ونجا إبراهيم بالله .
يا محمد !.. ونجا مَنتولّى يوشع بن نون وصيّ موسى بيوشع ، ونجا يوشع بموسى ، ونجا موسى بالله .
يامحمد !.. ونجا مَن تولّى شمعون الصفا وصيّ عيسى بشمعون ، ونجا شمعون بعيسى ، ونجاعيسى بالله .
يا محمد !.. ونجا مَن تولّى عليّاً وزيرك في حياتك ووصيّك عندوفاتك بعليّ ، ونجا عليّ بك ، ونجوت أنت بالله عزَّ وجلَّ .
يا محمد !.. إنّالله جعلك سيد الأنبياء ، وجعل عليّاً سيد الأوصياء وخيرهم ، وجعل الأئمة منذريّتكما إلى أن يرث الأرض ومَن عليها ، فسجد عليّ صلوات الله عليه ، وجعل يقبّلالأرض شكراً لله تعالى .
وإنّ الله جلَّ اسمه خلق محمداً وعليّاً وفاطمة والحسنوالحسين (ع) أشباحاً يسبّحونه ويمجّدونه ويهلّلونه بين يدي عرشه ، قبل أن يخلق آدمبأربعة عشر آلاف عام ، فجعلهم نوراً ينقلهم في ظهور الأخيار من الرجال ، وأرحامالخيّرات المطهّرات والمهذّبات من النساء ، من عصرٍ إلى عصر.
فلمّا أرادالله عزَّ وجلَّ أن يبيّن لنا فضلهم ، ويعرّفنا منزلتهم ، ويوجب علينا حقّهم ، أخذذلك النور وقسّمه قسمين : جعل قسماً في عبد الله بن عبد المطّلب ، فكان عنه محمدسيد النبيّين وخاتم المرسلين ، وجعل فيه النبوّة ، وجعل القسم الثاني في عبد منافوهو أبو طالب بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف فكان منهم عليّ أمير المؤمنين (ع( وسيّد الوصيّين ، وجعله رسول الله (ص) وليّه ووصيّه وخليفته ، وزوج ابنته ، وقاضيدينه ، وكاشف كربته ، ومنجز وعده ، وناصر دينه .ص204
المصدر: اليقين ص51
من كتاب جواهر البحار