قال الامام «ع» : تداووا بالثوم ولكن لا تخرجوا إلى المسجد (1) .
(1) البحار ج 14
( 57 )
وقال «ع» : قال النبي ( ص) : كلوا الثوم فانه شفاء من سبعين داء (1) .
كلمة ألقاها الامام على أصحابه مرشداً لهم ، ولكن أتراهم عرفوا الأدواء التي يشفيها هذا النبات العجيب ؟ اللهم لا ، حتى كشفها اليوم علم القرن العشرين وأظهر مغزى قوله «ع» بعد ان كان مختفيا على الكثير هذه المدة .
نشرت الصحف الافرنسية مقالاً للدكتور ( ريم ) عربته مجلة الحكمة اللبنانية تحت عنوان ( هنيئاً لمن يحب الثوم ) جاء فيه :
يسرك أن تعلم أن علماء الطب ، قد أعادوا الآن إلى هذا النبات مكانه اللائق به في ( الفارما كوبيا ) الحديث ، وذكروأ أن العمال الذين شادوا هرم ( خوفو ) سنة 5400 ق . م كانوا يكثرون من أكل الثوم لتقوية أبدانهم ووقايهتم من الأمراض .
وجاء في محل آخر من المجلة قوله :
وقد أظهرت تجارب الأطباء المشهورين مثل ( سالين ) و ( بيروث ) و ( لوثر ) و ( دوبريه ) وغيرهم : إن الثوم يذيب البلورات التي تتجمع في البنية فتسبب تصلب الشرايين . ويخفض ضغط الدم في الشرايين أيضاً .
وبالجملة فقد ثبت في الطب الحديث : أن الثوم منشط للعظلات القلبية وبهذا التنشيط تنتظم الدورة الدموية ، وهو منق فعال للدم ، وبهذا النقاء يتغلب البدن على أمراض فساد الدم مطلقاً كعسر الحيض عند النساء ، وكالشيخوخة المبكرة والبواسير والروماطيسم ، وهو مطهر للمسالك التنفسية والشعبية ، وبهذا التطهير يفيد الربو ( ضيق النفس ) ويشفي بعض أنواع السل الرئوي ، لاسيما إذا كان الثوم ممزوجاً مع اللبن ، وذلك لتأثيره على مكروب ( كوخ ) سبب السل المباشر وهو موجد للمناعة في البدن ضد كثير من الأمراض مثل الانفلونزا وحمى الضنك وغيرها وهو محسن للون البشرة ومحمر للوجه ومطهر للأمعاء من التعفنات لا سيما في الأطفال وبذلك
(1) نفس المصدر السابق .
( 58 )
يكون واقياً من الاصابة بالتيفوئيد ومفيد للخناق ( ديفتريا ) مطلقاً ومسكناً للسعال الديكي ، إلى غير ذلك .
وقد قيل : ان البلاد التي يكثر فيها استعمال الثوم لابد وأن تطول أعمار أهلها وأن يتمتعوا بصحة جيدة في عمرهم المديد .
مضافاً إلى مافيه من تطهير التعفنات الداخلية والالتهابات المعوية والقروح المعدية مزمنة كانت أوحادة ، كما انه يدر الحيض والبول وينفع الحصى والديدان في الاطفال .
هذا بعض ما وقفنا عليه مما وصل إليه الأطباء من فوائد هذا النبات النافع وقد أرجأنا معرفة باقي السبعين داءاً المشار إليها في الحديث إلى مفصلات الكتب الطبية . فانظر إلى جوامع كلم الامام «ع» الطبية وما أشار إليه ، وهو في عصر لا يمكن أن يدرك أهلوه ما أدركه أهل هذا العصر بعد حدوث الوسائل الكاشفة وبعد نمو العقل البشري بالتجارب واتساع العلوم .